أهم الوجهات السياحية في المغرب خلال فصل الشتاء: هروب مثالي إلى الدفء والثلج
يبرز المغرب كواحدة من أبرز الوجهات العالمية للسياحة الشتوية، إذ يصبح فصل الشتاء فرصة ذهبية للهروب إلى وجهات تجمع بين الدفء المتوسطي والثلوج الجبلية، حيث تتحول الطبيعة إلى لوحة فنية حية.
وفقاً لتقارير منظمة السياحة العالمية ومنصات مثل Travel And Tour World، يحتل المغرب مراكز متقدمة بين أفضل الوجهات الشتوية، إلى جانب مصر وتونس وإسبانيا،
بفضل درجات حرارته المعتدلة التي تتراوح بين 15 و25 درجة مئوية في المدن الساحلية والداخلية، مقابل برودة منعشة في الجبال تصل إلى الصفر أو أقل في المناطق الجبلية.
هنا، لا يقتصر الشتاء على البرودة، بل هو مزيج من الاستكشاف الثقافي، المغامرات الطبيعية، والاسترخاء في أحضان التراث الأمازيغي والعربي.
مع اقتراب ديسمبر، يشهد المغرب تدفقاً متزايداً من السياح الأوروبيين والأمريكيين الهاربين من الثلوج القارسة في بلدانهم، حيث يوفر الشتاء أسعاراً أقل بنسبة تصل إلى 40% مقارنة بالصيف، وأعداداً أقل من الزوار، مما يسمح بتجربة أكثر أصالة.
في هذا التقرير الصحفي، نستعرض أبرز الوجهات الشتوية في المغرب، مع التركيز على الجوانب الثقافية، الطبيعية، والعملية،
مستندين إلى تجارب محليين وتقارير حديثة من Lonely Planet وTripAdvisor. إنها دعوة لرحلة تلامس الروح، حيث يلتقي الشرق بالغرب في حضن الشتاء المغربي الساحر.
مراكش: قلب الشتاء النابض بالحياة

تبدأ رحلتنا في مراكش، المدينة الحمراء التي تُلقب بـ"لؤلؤة الجنوب"، حيث يصل الطقس الشتوي إلى 18-22 درجة مئوية نهاراً، مع ليالٍ باردة قليلاً تجعل الشاي بالنعناع رفيقاً أبدياً.
في الشتاء، تتحول مراكش إلى جنة لعشاق الثقافة، إذ تقل الحشود في ساحة جامع الفناء، التي تُضيء كل ليلة بأضواء المصابيح والعروض الفلكلورية.
تخيل التجول في الأسواق الضيقة، حيث يعبق الهواء برائحة التوابل والجلود المدبوغة، دون أن يزعجك الازدحام الصيفي.
من أبرز الجاذبيات، قصر الباهية بجدرانه الزرقاء المتلألئة تحت شمس الشتاء، أو حديقة ماجوريل التي تكتسي أشجارها البرتقالية بلمسة خضراء منعشة.
لكن مراكش ليست مجرد مدينة؛ إنها بوابة للمغامرات. في الشتاء، يمكنك التوجه إلى جبال الأطلس العالي القريبة، حيث يصل الطريق إلى وادي أوريكا الخصب، المليء بالشلالات المتجمدة جزئياً.
وفقاً لدليل Bewildered in Morocco، الشتاء هو الوقت المثالي لزيارة المدينة، إذ يكون الطقس معتدلاً لاستكشاف المدينة القديمة دون عرق الصيف.
لا تفوت تجربة الحمام التقليدي في رياض فاخرة مثل رياض كنوز الفاسية، حيث يذيب البخار البرودة ويعيد الحيوية للجسم.
ومع مهرجان مارathon Marrakech في يناير، الذي يجذب آلاف الركاض، يصبح الشتاء حدثاً رياضياً نابضاً.
الدار البيضاء والرباط: الساحل الشتوي الهادئ

إذا كنت تبحث عن دفء بحري، فالدار البيضاء هي الاختيار الأمثل، مع طقس يصل إلى 17-20 درجة مئوية، مدعوماً بنسيم أطلسي خفيف يجعل الشواطئ مثالية للنزهات.
هذه المدينة الحديثة، المستوحاة من فيلم "كازابلانكا" الشهير، تجمع بين التراث والحداثة.
أبرز معالمها مسجد الحسن الثاني، الذي يُسمح للزوار غير المسلمين بزيارته، حيث تتلألأ قبته تحت شمس الشتاء كجوهرة عملاقة.
في الشتاء، تكون المدينة أقل ازدحاماً، مما يتيح استكشاف الكورنيش الساحلي براحة، أو تذوق الأسماك الطازجة في أسواق السمك.
أما الرباط، العاصمة الهادئة، فهي ملاذ لعشاق التاريخ، مع درجات حرارة مشابهة تصل إلى 16-19 درجة.
استكشف قلعة الوداية الخضراء، التي تطل على المحيط الأطلسي، أو متحف محمد السادس للفن المعاصر الذي يعرض أعمالاً مغربية معاصرة. الشتاء هنا مثالي للرياضات الساحلية مثل ركوب الخيل أو الغولف، كما يُنصح بزيارة مدينة سلا المجاورة لمشاهدة الحرفيين يصنعون الفخار التقليدي.
وفقاً لـEpic Travel، الشتاء في الرباط يوفر إطلالات ساحرة على جبال الأطلس، مع أجواء هادئة تجعلها مثالية للأزواج.
إفران وأطلس: الثلج المغربي الساحر

لمن يفضلون الشتاء الحقيقي، يقع إفران في جبال الأطلس المتوسط، المعروفة بـ"سويسرا المغرب"، حيث تنخفض درجات الحرارة إلى 0-10 درجات نهاراً، مع ثلوج تغطي الغابات الصنوبرية.
هذه المدينة الصغيرة، ببيوتها الأوروبية الطراز، تحولت إلى وجهة شتوية شهيرة في 2025، مع فنادق مثل ميشيلان وأسواق عيد الميلاد المؤقتة. الأنشطة هنا تشمل التزلج في منتجع أوكايمدن القريب، أعلى منتجع تزلج في إفريقيا على ارتفاع 2600 متر، أو نزهات في حديقة الأرشيد الوطنية. تقارير The Walking Parrot تؤكد أن الشتاء في إفران يقدم تجربة فريدة، مع دروس تزلج للمبتدئين ومشاهدة الغزلان في الثلوج.
أما جبال الأطلس العالي، فهي جنة للمغامرين، مع قمة توبقال (4167 متراً) التي تكتسي بالثلج من ديسمبر إلى مارس.
الشتاء مثالي للمشي الجبلي أو التسلق، مع دليل محلي يضمن السلامة.
في وادي أوريكا أو إمليل، يمكنك الإقامة في كسارات تقليدية، مستمتعاً بوجبات أمازيغية دافئة حول المدفأة.
Responsible Vacation يصف هذه المنطقة بأنها "احتفال بالثلج المغربي"، مع إمكانية الوصول السهل من مراكش (ساعتان بالسيارة).
الصحراء وورزازات: سحر الكثبان الذهبية

رغم الشتاء، تبقى الصحراء المغربية وجهة لا تُقاوم، خاصة في ورزازات وميرزوغة، حيث يصل الطقس إلى 20-25 درجة نهاراً، مع ليالٍ باردة تضيف سحراً للسماء المرصعة بالنجوم.
إرغ شيغاغ أو إرغ شبي هما أفضل الأماكن لرحلات الجمال، حيث تكون الكثبان أقل حرارة وأكثر هدوءاً.
في الشتاء، يمكنك مشاهدة شروق الشمس من قمة كثيب، أو الإقامة في مخيمات بربرية تقليدية، مع عشاء تحت النجوم يتضمن طاجين الغنمي. أوكايمدن، كما يُشار في Morocco Mw Tours، مثالية للسياحة الشتوية، مع دروس ركوب الجمال للأطفال.
ورزازات، "هوليوود المغرب"، تضيف لمسة سينمائية مع استوديوهاتها التاريخية وقصبة تيفولت، التي تُصور في أفلام مثل "لعبة العروش". الشتاء هنا يسمح باستكشاف الوديان الخصبة دون عرق، مع زيارة واحات التمور في فبراير عندما تبدأ في الإثمار.
المدن الإمبراطورية وأصيلة: التراث الشتوي.

فاس ومكناس المدن الإمبراطورية، تكتسيان بجو شتوي هادئ مع درجات حرارة 12-18 درجة.
في فاس، استكشف المدينة القديمة (أكبر موقع يونسكو في العالم)، مع زيارة الجامع الأزرق أو ورش الجلود في شيارة الدباغين.
الشتاء مثالي لتذوق الكسكس الساخن في مطاعم محلية.
أما شيشاوة، "اللؤلؤة الزرقاء" في جبال الريف، فهي ساحرة في الشتاء مع درجات 10-15 درجة، حيث تُضيء جدرانها الزرقاء تحت الشمس الخافتة، وتكون الشلالات مثل أكشور أكثر عظمة.
على الساحل، أصيلة وصويرة توفران رياحاً قوية مثالية للسرف، مع طقس 16-20 درجة.
في صويرة، استمتع بالموسيقى الحية في المدينة القديمة، أو ركوب الأمواج مع مدربين محليين، كما يُوصى في Pina Travels.
نصائح عملية لرحلة شتوية ناجحة
لضمان رحلة سلسة، احجز الإقامة مسبقاً في الفنادق الفاخرة، خاصة في إفران أثناء عطلة متنصف فبراير.
ارتدِ طبقات ملابس للتغيرات الجوية، واستخدم تطبيقات مثل Visit Morocco للتنقل.
الشتاء آمن تماماً، مع بنية تحتية سياحية ممتازة، لكن تحقق من توقعات الطقس عبر AccuWeather. كما يُنصح بدعم السياحة المستدامة بالشراء من الحرفيين المحليين.
في الختام، الشتاء في المغرب ليس مجرد موسم؛ إنه دعوة لإعادة اكتشاف الذات وسط تنوع يفوق الخيال. سواء كنت تستكشف أزقة مراكش أو تتسلق توبقال، ستغادر بقلب ممتلئ بالذكريات.



