تُعد مدينة أفسوس (إفسوس) القديمة، الواقعة قرب مدينة سلجوق في غرب تركيا، واحدة من أفضل المدن الأثرية المحفوظة في العالم، وموقعاً مدرجاً على قائمة التراث العالمي لليونسكو.

بنيت في القرن العاشر قبل الميلاد خلال العصر اليوناني الكلاسيكي، وازدهرت كمدينة ميناء مزدهرة في العصر الروماني، حيث بلغ عدد سكانها ذروته عند حوالي 250 ألف نسمة، مما جعلها واحدة من أكبر المدن في العالم القديم.

اليوم، تمثل أفسوس متحفاً مفتوحاً يمتد على مساحة واسعة، حيث تم حفر نحو 20% فقط منها على مدى 150 عاماً، لكن ما هو مكشوف يكفي ليأخذ الزائر في رحلة عبر الزمن إلى عصر التوغا والعربات والحياة الرومانية النابضة.

المشي في شوارعها الرخامية يشعرك وكأنك تعيش في عصر آخر، مع معالم مذهلة مثل مكتبة سيلسوس الرائعة، والمسرح الكبير الذي يتسع لـ25 ألف متفرج، والمنازل المدرجة الفاخرة التي تكشف عن حياة النخبة مع فسيفسائها وجدارياتها الرائعة.

كما يبرز معبد أرتميس، الذي كان إحدى عجائب الدنيا السبع القديمة، رغم أن عموداً واحداً فقط بقي منه اليوم.

أفسوس ليست مجرد أطلال؛ إنها شهادة على الهندسة الرومانية المتقدمة، مع حمامات عامة، أسواق تجارية، وشوارع مقدسة مثل شارع كوريتس. المدينة كانت مركزاً تجارياً ودينياً هاماً، وارتبطت بأحداث بيبلية، حيث يُعتقد أن القديس يوحنا أحضر السيدة مريم إليها.

 زيارة أفسوس توفر تجربة غامرة تجمع بين التاريخ، العمارة، والثقافة، وتجعلها وجهة لا تُفوت لمحبي الآثار.

مع دليل سياحي، تتضاعف المتعة، إذ يروي قصصاً عن الحياة اليومية والأساطير.

في عام 2025، تظل أفسوس من أكثر المواقع جذبًا في تركيا، مع رسوم دخول معقولة وإمكانية دمجها مع مواقع مجاورة مثل بيت السيدة مريم.